حب حياتك ليس هو كل حياتك

المرأة بطبعها عندما تحب شخصا ما، تجعله محور حياتها، يصبح ذالك الرجل هو شماعتها التي تعلق عليها كل آمالها و أحلامها و أهدافها و حتى مستقبلها تربطه به، ليصبح هذا الرجل محور كل حياتها إن لم نقل هو الحياة بالنسبة لها.




 من الجميل أن تحب المرأة و تعشق و تكون وفية لأبعد الحدود، لكن أن تجعل من حب حياتها سببا في وجودها و سببا في سعادتها، و أن تصبح حياتها من دونه لا معنى و لا طعم لها، فهذا هو الخطأ الأكبر. لأن حب المرأة للرجل لا يعني و لم يكن يعني في أي يوم من الأيام أن حبيبها سيظل معها للأبد و أن الحب كافي لجعلها تربط مستقبلها بشخص. فذلك الشخص قد يحضر كما قد يغيب و ما أكثر تلك العلاقات التي يترك الحبيب حبيبه، و تنكسر تلك الشماعة، إذن ما مصير تلك المرأة؟ فبعدما بنت آمالا و أحلاما على رجل و ربطت مصيرها بوجوده، فجأة يختفي من حياتها كما لو أنه لم يوجد في أي يوم من الأيام، فالأكيد أنها ستتحطم و تتدمر فبرحيل الحبيب انكسرت كل الأشياء الجميلة، و لن تعود ترى المستقبل كما رسمته، فبعد رحيله لن يترك لها سوى أشلاء الماضي و القليل من الكرامة لتلملم بها البقايا، لتحاول الوقوف من جديد لإعادة رسم ذلك المستقبل، لكن هذه المرة، ستعيد رسمه دون أن تجعل الرجل هو شماعتها…